الفلسفة في اللُّغة: أصل كلمة فلسفة هو اختصارٌ لكلمتَين يونانيّتين، هما: فيلو، وتعني: حُبّ، وسوفيا: تعني الحِكمة؛ أي إنّ معنى الفلسفة هو حُبّ الحِكمة، وينسب بعض المؤرّخين هذا الاصطلاح إلى فيثاغورس، الذي أطلق على نفسه لقب فيلسوف، وأرجعهُ البعض إلى سقراط الذي وصف نفسه بالفيلسوف؛ رغبةً منهُ في تمييز نفسه عن السّوفسطائيين الذين يدّعون الحِكمة، ويرى آخرون أنّ مُصطلح فلسفة يعودُ إلى أفلاطون؛ حيث استخدمها في وصف سولون وسُقراط.

الفلسفة اصطِلاحاً عند الفلاسفة؛ إذ يُعرّفها الفارابي بأنّها: (العلم بالموجودات بما هي موجودة)، أمّا عند الكنديّ فإنّ الفلسفة هي: علم الأشياء بحقائقها الكليّة؛ حيث يُؤكّد أنّ الكُليّة هي إحدى خصائص الفلسفة الجوهريّة التي تُميّزها عن غيرها من العلوم الإنسانيّة، ويرى ابن رُشد أنّ التّفكير في الموجودات يكون على اعتبار أنّها مصنوعات، و(كلّما كانت المعرفة بالمصنوعات أتمّ كانت المعرفة بالصّانع أتمّ)، أمّا إيمانويل كانت فيرى أنّ الفلسفة هي المعرفة الصّادرة من العقل.

والفلسفة كذلك ليست مجرّد مجموعة معارف جزئيّة خاصّة، بل هي علم المبادئ العامّة كما عرّفها ديكارت في كتابه مبادئ الفلسفة، وقال أيضاً: إنّها دراسة الحكمة؛ لأنّها تهتمّ بعلم الأصول، فيدخل فيها علم الله، وعلوم الإنسان والطَّبيعة، وركيزة الفلسفة عند ديكارت هي في الفكر المُدرِك لذاته، الذي يُدرك شموليّة الوجود، وأنّ مصدره من الله،أمّا الفلسفة بمعناها المُبسَّط كما وصفها برندان ولسون: فهي عبارة عن مجموعة من المشكلات والمحاولات لحلّها، وهذه المشكلات تدور حول الله، والفضيلة، والإدراك، والمعنى، والعلم، وما إلى ذلك.

نشأة الفلسفة

قيلَ في نشأة الفلسفة قولان، هما:

القول الأوّل: الفلسفة ذات منشَأٍ يونانيٍّ خالص؛ ولهذا سُمِّيت الفلسفة قديماً بمصطلحٍ يرجعِ إلى منشئِها اليونانيّ على افتراض صحّته؛ إذ سمَّاها أتباعُ هذا الافتراض بالمعجزة اليونانيَّة، وقد تميَّز هذا المصطلح باستقلاليّته عن الحكمة في المنشأ والنّتيجة.

القول الثاني: يُرجِع هذا القول نشأة الفلسفةِ إلى تفاعُلاتِ الشّعوب وإسهاماتها جميعها، دون انفرادِ شعبٍ في تأسيسها وابتكارها؛ حيث قامت الحضارة اليونانيَّة القديمة على أصول المعارف التي نقلتها عن الحضارات الشرقيَّة، ثمّ نقل اليونانيّون تلك المعارف بعد تطويرها إلى الحضارة الإسلاميَّة التي طوَّرتها وساهمت في نشرها، ويستدلّ أتباع هذا الرّأي بعدّة إشاراتٍ، منها:

  • بدأت الفلسفة اليونانيَّة بمدرسةٍ أيونيّة (مطلية)، وهي عبارة عن جزيرة تعجُّ بالموانئ، وتتميَّز بكثرة التّفاعُل والعلاقات مع الشّرق.
  • تأثُّر الفلاسفة اليونانيّين بالشّرق؛ عبرَ زياراتهم الفعليَّة إلى الشّرق، ومنهم: طاليس، وأفلاطون.
  • تكرار الأصول الفلسفيّة في المدرسة اليونانيَّة لأفكارٍ كانت سائدةً عند الشّرق أصلاً.

المراجع

mawdoo3.com

التصانيف

الفلسفة   علم النّفس   الفلسفة وعلم النّفس   الجغرافيا   الجغرافيا والتراجم   الفنون   الفنون والاستجمام