وفي مرض التهاب الجيوب الأنفية Sinusitis تمتلئ مسارات هذه الجيوب بالسوائل والمخاط اللذين يمثلان بيئة مثالية للجراثيم التي تؤدي إلى حدوث العدوى.

والنوع الأكثر انتشارا لعدوى الجيوب الأنفية هو فيروسي، ويختفي من تلقاء نفسه، لكنه مُعد بشكل كبير، في حين يحدث النوع الأقل شيوعا بسبب البكتيريا.

وبغض النظر عن السبب، فمن الصعب التمييز بين التهاب الجيوب الأنفية والحالات الأخرى مثل الحساسية والزكام.

ونقدم لك هنا خمسة أعراض منتشرة لالتهاب الجيوب الأنفية:

1- ضغط حول الأنف
إذا كنتَ تحسب بوجود ضغط مؤلم حول أنفك، فمن المحتمل أن يكون ذلك علامة على الإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية، حيث إن هذا الضغط ينتج عن السوائل المحصورة داخل تجاويف هذه الجيوب.

وفي الحالة الطبيعية عادة تكون هذه الجيوب مليئة بالهواء فقط، وبالتالي يؤدي السائل المحبوس إلى ضغط شديد يصاحبه شعور بالألم.

والشعور بالألم لا يتوقف على الأنف فقط، حيث يمكن له أن يمتد ليشمل الخدين والعينين والجبين نظرا لتواجد بعض الجيوب في هذه الأجزاء. وتشتدّ حدة هذا الألم بمجرد الانحناء، وهو ما قد يدفعك للشعور برغبة شديدة في العطس لكنك لن تكون قادرا على ذلك.

هذا الألم قد لا يكون حادا للغاية في معظم الأحيان، إذ إنه قد يدل على الإصابة بالحساسية، لكنه يظل دليلا على إصابة محتملة بالتهاب الجيوب الأنفية. وذلك وفقا لتقرير في موقع "باور أوف بوزيتيفيتي".

2- الاحتقان
في حال كان أنفك مسدودا وتحس بالحاجة إلى تفريغه باستمرار، فقد يكون ذلك مؤشرا على أنك على وشك الإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية، خاصة عندما تشعر بأنك غير قادر على إخراج جميع المخاط الذي تشعر بتواجده داخل هذه الجيوب.

علاوة على ذلك، من المرجح أن يتغير لون البلغم عند الإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية، حيث يصبح لونه أصفر أو أخضر عوضا عن اللون الأبيض العادي. ويمكن لهذا الاحتقان أن يؤدي إلى فقدان حاسة الشم، حيث ستجد نفسك فاقدا للشهية بسبب عدم قدرتك على شم الطعام.

ووفقا للدكتور يوجين تشيو، طبيب الأنف والأذن والحنجرة في مركز وكسنر الطبي في جامعة ولاية أوهايو الأميركية، يرجع سبب فقدان حاسة الشم إلى التهاب الأعضاء المسؤولة عن التقاط الروائح، وهو ما يعتبر علامة مؤكدة على التهاب الجيوب الأنفية.

3- الصداع
الصداع يمثل أحد أسوأ أعراض التهاب الجيوب الأنفية وأكثرها شيوعا. ومن المرجح أن يعاني بعض المصابين بهذا الالتهاب من بعض الآلام أسفل الرقبة وفي مناطق متفرقة من الجسم. ويكون هذا الصداع ناتجا عن انسداد القنوات والممرات في الأنف، مما يقود إلى الشعور بالألم على مستوى الجيوب الأنفية، بما في ذلك الجزء العلوي من الوجه.

وفي الاغلب يخطئ الناس في التمييز بين هذه الحالات بسبب التشابه بين الشعور المرتبط بالإصابة بالصداع النصفي والصداع المزمن والألم العشوائي. في الواقع، تنتج معظم أنواع الصداع عن مشاكل يمكن علاجها بسهولة من قبيل قلة النوم والتعب والتجفاف وإجهاد العين.

مع ذلك، لا يجدر بالصداع أن يستمر عدة أيام. ويرى الدكتور العضو في كلية الجراحين الأميركية إدوين ويليامز، أنه في حال كان الصداع مزمنا، فقد يدل ذلك على وجود أعراض عدوى سيئة على مستوى الجيوب الأنفية.

4- ألم على مستوى الأسنان
لطالما اعتُبر ألم الأسنان غير مرحب به، كما أن معظم الأشخاص الذين يختبرون هذا الشعور لا يستطيعون الربط بينه وبين إصابتهم بالتهاب الجيوب الأنفية، مما يجعلها أكثر الأعراض التي يتم تجاهلها.

 

وتحوي هذه الأعراض الاحساس بحصول بالألم حول منطقة الفك العلوي، وهو ما يندرج ضمن الآثار الجانبية لهذا الالتهاب، ولا يتعلق بأمراض اللثة وتجاويف الأسنان.

ويمكن تفسير هذا الأمر بامتلاك الأسنان جذورا تمتد للأعلى، وتكون قريبة من الجيوب بشكل كاف مما يسمح بتأثرها باحتقانها. ومن شأن ذلك التأثير سلبا على اللثة والشعور بالألم على مستوى الأسنان.

5- الغثيان
عندما تكون مصابا بالتهاب في الجيوب الأنفية، ستشعر بالغثيان، كما ستجد نفسك تسعل بكثرة بسبب الاحتقان وتراكم المخاط. ومن المرجح أنك ستشعر بالحكة بسبب التهاب الحلق، فضلا عن الشعور بالحمى، وهو ما يعد دليلا على إصابتك بنوع من العدوى.

ولا تقتصر أعراض الالتهاب على ذلك فقط، حيث يمكن أن تشمل الشعور بتعب شديد وبرودة وآلام على مستوى العضلات.

 

ويجب استشارة الطبيب عند ظهور هذه الأعراض، الذي قد يصف للمريض المسكنات وأدوية علاج التهاب الجيوب الأنفية.

وينصح عموما بالتالي:

1- شرب المياه من أجل المحافظة على ترطيب الجسم، ومن شأن ذلك أن يزيد ترطيب الجيوب الأنفية؛ مما يسمح بتدفق أسهل للمخاط ويزيل الانسداد الذي يسبب الضغط.

2- أجهزة الترطيب: إذا ازدادت أعراض التهابات الجيوب الأنفية لديك سوءًا خلال الليل، فمن المحتمل أن يكون ذلك بسبب جفاف الهواء في غرفتك، وهو ما يؤدي إلى إنتاج المخاط بكميات أكبر. من هذا المنطلق، قد يفضي شراء جهاز ترطيب إلى آثار إيجابية على مستوى الجيوب الأنفية والصحة عموما.

 

ختاما يرتكب معظم الأشخاص خطأ جسيما حين يعتقدون أن التهاب الجيوب الأنفية لا يتجاوز كونه نزلة برد عادية. ومن شأن هذا الاعتقاد أن يقود أحدهم إلى إهمال صحته والتقليل من شأن أعراض هذا الالتهاب، كما يمكن أن يقود المصاب إلى اتباع طرق علاج غير فعالة وخاطئة.

ولذلك من الضروري مراقبة هذه الإشارات الخمس لالتهاب الجيوب الأنفية ومراجعة الطبيب.

التهاب مزمن

ووفقا للرابطة الألمانية لأطباء ‫الأنف والأذن والحنجرة فإن الزكام المصحوب بشعور بالضغط في الرأس يدل على ‫الإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية، مشيرة إلى أن هذه المتاعب تكون شديدة، ‫خاصة عند الانحناء.

وشددت الرابطة على ضرورة استشارة الطبيب في حال استمرار المتاعب لمدة ‫تزيد على ثلاثة أيام أو إذا كانت مصحوبة بحمى، مؤكدة على أهمية الشفاء التام ‫من الالتهاب وإلا فستهاجم المتاعب المريض مرارا وتكرارا.

 

‫ويعتبر التهاب الجيوب الأنفية مزمنا إذا استمر لمدة تزيد على ثلاثة أشهر أو ‫في حال الإصابة به بمعدل يزيد على أربع مرات في العام.

تورم

ووفقا لموقع مايوكلينيك يحدث التهاب الجيوب الأنفية المزمن عندما تتورَّم الفراغات الموجودة داخل أنفك ورأسك (الجيوب الأنفية) لمدة ثلاثة أشهر أو أكثر، على الرغم من العلاج.

ويضيف الموقع أنه تتعارض هذه الحالة الشائعة مع الطريقة التي يخرج بها المخاط عادةً، وتجعل أنفك مسدودًا. قد يكون التنفُّس عن طريق الأنف صعبًا، وقد تشعر بألم أو تورُّم في المنطقة المحيطة بعينيك.

 

ويقول الموقع إنه يمكن أن يحدث التهاب الجيوب الأنفية المزمن عن طريق العدوى، أو عن طريق النمو النسيجي في الجيوب الأنفية (الزوائد اللحمية الأنفية "السلائل الأنفية") أو تورُّم بطانة الجيوب الأنفية. تُسمَّى أيضًا التهاب الجيوب الأنفية المزمن، ويمكن أن تؤثِّر هذه الحالة على البالغين والأطفال.


المراجع

aljazeera.net

التصانيف

صحة  أمراض   العلوم التطبيقية   العلوم البحتة  طب